احتضنت مدينة قطنا خلال سنوات الحرب على سورية آلاف العائلات المهجرة بفعل الإرهاب وارتفع عدد قاطنيها من قرابة 40 ألف نسمة إلى أكثر من 200 ألف ما شكل ضغطاً كبيراً على الخدمات التي يحاول المجلس البلدي تأمينها قدر المستطاع لكنه بقي عاجزاً في موضوع النقل من المدينة وإليها.
سانا زارت المدينة ورصدت واقع الخدمات فيها من الفرن الآلي والمشفى والكهرباء والماء وشوارعها والتقت العديد من الأهالي الذين عبروا عن ارتياحهم للتحسن الملحوظ في وضع الكهرباء والنظافة لكنهم اشتكوا من معاناتهم المستمرة جراء نقص وسائل النقل من وإلى دمشق.
المواطن حسين علي العبد الله من أبناء دير الزور ومقيم في قطنا أشار إلى أن الخدمات جيدة ولا سيما الكهرباء والمياه ويشاركه الرأي المواطن رضوان حداد إلا أنه يشير إلى أن موضوع النظافة يحتاج لاهتمام أكبر ولا سيما في مناطق السكن العشوائي والمساكن العسكرية وزيادة عدد آليات جمع القمامة وترحيلها بشكل يومي.
المواطن حداد يؤكد أن واقع النقل “سيئ” في المدينة كون أغلب “السرافيس” تصل فقط إلى السومرية والمطلوب تأمين حافلات نقل داخلي تربط بلدة قطنا بمدينة دمشق مباشرة فيما لفت عبد الرحمن صباغ إلى أن الوضع يتجه نحو الأفضل في جميع القطاعات قياساً بالظروف التي مرت على المدينة سابقاً.
رئيس المجلس البلدي في قطنا المهندس خلدون المقطرن أشار لمندوبة سانا إلى أن عدد سكان قطنا المسجل هو 37 ألف نسمة بينما يفوق عدد القاطنين الـ 225 ألف نسمة بعد أن استقبلت البلدة آلاف الأسر المهجرة ما يجعل أغلب الخدمات المقدمة غير كافية لافتاً إلى أن المجلس لديه سيارتا نظافة فقط وبالتالي لا يمكن تغطية كامل المدينة.
وبحسب المقطرن فإن “الشوارع الرئيسية يتم تنظيفها من قبل عمال البلدية وترحل القمامة منها يومياً بينما يتم ترحيل القمامة في الضواحي التابعة لقطنا مرة كل ثلاثة أيام”.
بعض شوارع قطنا مقبول وبعضها الآخر يحتاج إلى صيانة وفق المقطرن الذي كشف عن وجود مشاريع لتحسين واقع الطرق ستبدأ الشهر القادم مبيناً أنه “تم تنفيذ مشروع تزفيت في قرية مبين ويوجد مشروع لتزفيت نحو 600 متر في قرية رأس النبع سيباشر به قريباً إضافة لمشروعين لتزفيت بعض شوارع المدينة”.
وأشار رئيس المجلس البلدي إلى أن واقع النقل ليس بالمستوى الذي يريح المواطن نظراً لوجود “نقص كبير بعدد وسائط النقل” مطالباً بتوفير باصات نقل داخلي من قطنا إلى دمشق وبالعكس وليس فقط إلى السومرية إضافة إلى تأمين باصات عاملة داخل المدينة وصولاً إلى المشفى.
وكان يعمل على خطوط النقل في قطنا نحو 400 سرفيس وباص نقل داخلي لكن العدد بعد الأزمة انخفض إلى نحو 35 سرفيساً وفق المقطرن الذي لفت إلى أن “المحافظة خصصت المدينة بباصين للنقل الداخلي خلال الفترة الماضية عملوا لأيام بعدها توقفوا دون معرفة الأسباب” مبيناً أنه “تمت المطالبة عبر كتب رسمية بضرورة تزويد المدينة بباصات نقل دون جواب شاف”.
وأعرب رئيس البلدية عن أمله بتخصيص المدينة بباصات جديدة بعد وصول الدفعة الأخيرة منها وخاصة أنه لا يوجد سرافيس تخدم المشفى ولا المساكن العسكرية والسكن العشوائي علماً أنها تبعد عن المدينة نحو كيلومترين.
لكن عضو المكتب التنفيذي المسؤول عن قطاع النقل في محافظة ريف دمشق عامر خلف اعتبر لـ سانا أن قطنا مخدمة بوسائط النقل “بشكل مناسب” قياساً بباقي مناطق الريف مشيراً إلى أنه سيتم تزويدها بباصات إضافية في حال توفر فائض منها بعد تزويد المناطق الأكثر احتياجاً.
وعن واقع الكهرباء والمياه والصرف الصحي في قطنا أوضح مقطرن أن وضع المياه في المدينة مستقر مبيناً أن إنجاز مشروع توسعة شبكة المياه لتغذية تجمع رأس النبع الذي بات في مراحله النهائية سيحسن من وضعها في تلك المنطقة.
أما مركز خدمة المواطن في قطنا الذي أحدث العام الماضي فقد سهل على المواطنين الحصول على مختلف الوثائق بأسرع وقت وأقل جهد حيث لفت رئيس المجلس البلدي إلى أنه قريباً سيقدم المركز ورقة غير موظف وهناك سعي ليتمكن المواطن من الحصول على رخص للبناء وعقود للآجار منه.
ويوجد في قطنا مخبز آلي يخدم شريحة كبيرة من المواطنين إضافة إلى العسكريين ما يجعله غير قادر على تأمين الكميات اللازمة للمدينة والضواحي وبحسب مدير المخبز علي عثمان فإن المخبز يعمل بخطين أحدهما قديم وأن مخصصات الفرن 13 طناً من الطحين فيما تبلغ كمية الخبز المنتج أكثر من 15 طناً و200 كيلوغرام يومياً توزع على أكشاك قطنا التي تغذي أكثر من منطقة فيما يوزع المخبز عبر صالته نحو 8 أطنان يومياً مشيراً إلى الحاجة لزيادة المخصصات لتصل إلى 14 طناً.
أما الواقع الصحي في المدينة فهو جيد بحسب مدير المشفى الوطني في قطنا الدكتور بسام الموعي كون المشفى افتتح عام 2016 بمختلف الاختصاصات والأجهزة اللازمة مؤكداً أن المشفى يضم أربعة طوابق ويشمل إضافة للإسعاف عيادات نسائية وداخلية وأطفال وجراحة فكية وأذنية وجلدية وعينية وأربع قاعات عمليات وعناية إسعافية ومشددة ومخبراً تجرى فيه مختلف أنواع التحاليل بينها تحاليل الهرمون.
وبحسب الموعي بلغ عدد مراجعي الإسعاف في الثلث الأول من العام 2019 نحو 8 آلاف مريض فيما بلغ عدد مراجعي العيادات نحو14 ألفاً وتم إجراء 500 عملية و1800 جبيرة جبس و3200 صورة إيكو و6500 صورة شعاعية ونحو412 جلسة لمرضى غسيل الكلية و90 صورة ماموغرام فيما يبلغ مجموع الذين راجعوا المشفى خلال عام 2018 أكثر من 66 ألف مريض.
سفيرة اسماعيل
رابط الخبر من موقع سانا: https://www.sana.sy/?p=970965